خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025 : الرسول المعلم ﷺ ، للشيخ خالد القط
بتاريخ 27 ربيع الأول 1447هـ ، الموافق 19 سبتمبر 2025م

خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025 بعنوان : الرسول المعلم ﷺ ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 27 ربيع الأول 1447هـ ، الموافق 19 سبتمبر 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025 بصيغة word بعنوان : الرسول المعلم ﷺ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 سبتمبر 2025 بصيغة pdf بعنوان : الرسول المعلم ﷺ ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 أغسطس 2025 بعنوان : الرسول المعلم ﷺ ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم
بتاريخ 27 ربيع الأول 1447هـ – 19 سبتمبر 2025م
الحمد الله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)) سورة طه (114)
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، ألا ما أجمله من حديث ونحن نتحدث عن خير خلق الله، وعن جانب من حياته صلى الله عليه وسلم (رسول الله المعلم)، فإذا بك تقف امام شخصية لا مثيل لها في الوجود، وأنى لك أن تجد مثله؟ وما من معلم عبر التاريخ ، إلا وله معلم ومرشد، إلا الحبيب المصطفى، فقد رفع الله عنه يد البشر، ولم يكن لأحد من البشر فضل عليه، وإنما الفضل كله لله، قال تعالى ((وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)) سورة النساء (113)، بل من تعلقه صلى الله عليه وسلم بالعلم لم يطلب الكثرة من شيء إلا العلم، فقال كما قال ربنا في القرآن الكريم ((وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)) سورة طه (114)، ولقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم خير معلم، يراعى أحوال طلبة العلم، كما كان يختار الاوقات المناسبة، ولا يكثر عليهم حتى لا يملوا، كما كان يتبع من الأساليب والطرق التي تسهل وصول المعلومة إلى المتلقي، فبكل فخر واعتزاز برسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، قد سبق الدنيا كلها صلى الله عليه وسلم، في وضع طرق للتدريس ومراعاة المتلقين لم يسبقه إلى ذلك أحد، ولذلك هنيئاً لكم يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا من. نلتم هذا الشرف والفضل والكرم الواسع أن تتلقوا العلم مباشرة منه صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي جعل أحدهم يقر ويعترف بهذا الفضل فيقول معاوية بن الحكم السلمي، كما في صحيح مسلم: ((فَبِأَبِي هو وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيمًا منه)).
أيها المسلمون، فلقد أولى الإسلام العلم والعلماء اهتماماً بالغاً، وذلك لما يمثله العلم من قيمة ومكانة عظيمة في الحياة، ولذلك لا تعجب حين ترى أن أول كلمة فى القرآن الكريم، نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت دعوة للتعلم، حيث كانت كلمة ((ٱقۡرَأۡ))، وحسب أهل العلم فخراً وشرفاً، أن رب العالمين ينزلهم هذه المنزلة الرفيعة، والمكانة العالية، وذلك حين استشهد بهم على أكبر وأعظم قضية في هذه الدنيا، ألا وهى قضية وحدانية الله سبحانه وتعالى، فبدأ بنفسه، وثنّى بملائكته، وثلّث بالعلماء ، قال تعالى ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) سورة آل عمران (18).
أيها المسلمون، ولقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بالدعوة إلى طلب العلم، وبيان فضل العلم وأهله، مثل قوله تعالى: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )) سورة فاطر (28)، وقوله ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) سورة الزمر (9)، وقال: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) سورة المجادلة (11) .
وها هو الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم يدعونا أن نتعلم ، ويبين لنا قيمة العلم والعلماء ، فعلى سبيل المثال ، فقد أخرج الإمام مسلم فى صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه قال صلى الله عليه وسلم : ((مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ))، وأخرج الإمام أبو داوود وغيره بسند صحيح من حديث قيس بن كثيرٍ، قال: (( قدم رجلٌ مِن المدينة على أبي الدرداء رضي الله عنه، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديثٌ بلغني أنك تحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما جئتَ لحاجةٍ؟ قال: لا، قال: أما قدِمتَ لتجارةٍ؟ قال: لا، قال: ما جئتَ إلا في طلب هذا الحديث؟ قال: فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضلُ العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذ به أخذ بحظ وافرٍ)). وعند ابن ماجة بسند صحيح من حديث جابر بن عبد الله، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((سلُوا الله علمًا نافعًا، وتعوَّذوا بالله من علمٍ لا ينفع))، وعند الحاكم وغيره بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنهومانِ لا يَشبَعانِ: طالِبُ عِلمٍ، وطالِبُ دُنْيا)).
أيها المسلمون، هناك سبل عديدة ينبغي على طالب العلم أن بتبعها، وذلك لتحصيل العلم، أشار إليها القرآن الكريم، كما أرشدنا إليها معلمنا وأستاذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها، تقوى الله سبحانه وتعالى، قال تعالى ((وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ)) سورة البقرة 282، فتقوى الله عز وجل والبعد عن معاصي الله، والإقبال على طاعته أكبر معين على تحصيل العلم، ومما نسب للإمام الشافعي رحمه الله:
شَكَوتُ إِلى وَكِيعٍ سوءَ حِفظي فَأرشَدني إِلى تَركِ المَعاصي
وأخبرني بِأنَّ العلمَ نورٌ ونورُ اللّهِ لا يُهدى لِعاصي
ومن أهم الأسباب والسبل التي يجب اتباعها أيضاً، الاستعانة بالله عز وجل، وطلب العون منه على طلب العلم، فعند الحاكم وغيره، بسند صحيح، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ((أنَّ رسولَ اللهِ كان يقولُ: اللَّهُمَّ انفَعْني بما عَلَّمتَني، وعلِّمْني ما يَنفعُني، وارزُقْني عِلمًا تَنفعُني به)).
كذلك فإن طريق العلم يحتاج إلى صبر ومصابرة وبذل الجهد، حتى يحقق الإنسان مبتغاه، وهناك ستة أمور مهمة لا يستغني عنها من يريد التعلم ذكرها الإمام الشافعي حين قال:
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ … سأنبيك عن تفصيلها ببيانِ
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبُلغةٌ… وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ
كذلك من أهم الوسائل المعينة على تحصيل العلم، كتابة العلم، حتى لا ينساه الإنسان، فقد ورد بسند صحيح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ((قيِّدُوا العِلمَ بالكِتابِ))، وفى هذا الإطار يقول القائل:
العـلــم صيــد والكتابة قيــده،،، قيّد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ،،، وتتركها بين الخلائق طالقه
الخطبة الثانية
“”””””””‘””””
أيها المسلمون، ونحن مقبلون على عام دراسي جديد، ينبغي على الجميع أن يبذل قصارى جهده، حتى يتمكن أبناؤنا وبناتنا من تحصيل دروسهم بسهولة ويسر.
وينبغي على طلبة العلم الإقبال على العلم وتحصيله بكل حرص واجتهاد، حتى يعود ذلك بالنفع عليهم، وحتى ينفعوا أنفسهم ووطنهم ومجتمعهم، ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى ما ينبغي توافره بين طالب العلم واستاذه من محبة وتقدير وتوقير، وجسر من الاحترام والالتزام لا ينبغي تجاوزه، وأن المعلم بالنسبة لطلابه بمثابة والد لهم يوجههم ويدلهم دائماً على الخير، وعلى ما ينفعهم، وليعلم طلبة العلم أن للمعلم مكانة ومقاماً عظيماً، حتى عبّر عنه أمير الشعراء شوقي حين قال:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف